خلقُ فضاء يسوده الأمن والاستقرار لتحقيق التكامل الاقتصادي.. سفير المغرب بنواكشوط يكشف للبرلمان الموريتاني "نوايا" المغرب بخصوص ربط دول الساحل بالأطلسي
أعطى السفير المغربي في موريتانيا، حميد شبار، إشارات جديدة على مُضي الرباط ونواكشوط في تنزيل مبادرة الملك محمد السادس لمنح دول منطقة الساحل منفذا على المحيط الأطلسي، مشيرا، يوم أمس الخميس، إلى وجود رغبة في إنشاء "فضاء يسوده الأمن والاستقرار" من أجل ضمان تحقيق "التكامل الاقتصادي".
وخلال حضوره تشكيل الفريق البرلماني للصداقة المغربية الموريتانية، إلى جانب وزير الثقافة والشباب والرياضة والعلاقات مع البرلمان الموريتاني، أحمد ولد سيد أحمد ولد أج، ورئيس الجمعية الوطنية الموريتانية، محمد بمب مكت، تحدث شبار عن الأهمية الخاصة التي يوليها الملك محمد السادس للعلاقات بين البلدين.
وانطلاقا من ذلك، أورد السفير المغربي، أن الملك يعتبر دور موريتانيا مهما في إطار المبادرة الدولية التي أطلقها من أجل تمكين دول منطقة الساحل من الوصول إلى المحيط الأطلسي، متحدثا عن عزم الرباط على تطوير علاقاتها بنواكشوط وتعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما، من أجل "بناء فضاء يسوده الأمن والاستقرار، ويحقق الازدهار والرخاء والتكامل الاقتصادي".
وتحدث شبار، أمام البرلمانيين الموريتانيين، عن أن المغربي هو المستثمر الإفريقي الأول في موريتانيا، ولح حضور كبير في العديد من القطاعات الحيوية ومن بينها توزيع الغاز والمنتجات النفطية، إلى جانب الاتصالات والأبناك والفلاحة والصيد البحري والعقار، مبرزا أن المبادلات التجارية بين البلدين وصلت إلى 300 مليون دولار سنة 2022.
ويأتي استحضار شبار للمبادرة الملكية لضمان وصول دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، من داخل المؤسسة التشريعية الموريتانية، بعد 3 أيام من تأكيد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بالرباط، أن موريتانيا تعد، من منظور الملك محمد السادس، فاعلا أساسيا في المبادرة الملكية لتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي.
وقال بوريطة، خلال ندوة صحافية مشتركة مع وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوق، يوم الاثنين الماضي، إن "الملك يعتبر أن موريتانيا لها دور ومكانة في إطار المبادرة المتعلقة بتسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي".
وأبرز وزير الخارجية المغربي الطابع الخاص لزيارة نظيره الموريتاني إلى الرباط، والتي جاءت بتعليمات من الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، مؤكدا على أهمية العلاقات التي تربط البلدين، واصفا إياها بـ "الخاصة والتاريخية، التي تفرضها الجغرافيا وروابط الدم والجوار الجغرافي".
وشدد بوريطة على أن العلاقات المغربية-الموريتانية تكتسي أهمية خاصة بالنسبة للملك، الذي يحرص على تطويرها على كل الواجهات، مضيفا أن مسألة دعم العلاقات المغربية الموريتانية كانت دائما حاضرة في تعليمات وتوجيهات عاهل البلاد من منطلق الروابط الاستثنائية التي تجمع البلدين.
واستحضر وزير الخارجية المكالمة الهاتفية الأخيرة التي جرت بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني، والتي تم التأكيد خلالها على أهمية العلاقات الثنائية وخصوصيتها، والتقدير الخاص الذي يكنه العاهل المغربي للرئيس الموريتاني ولدوره في دعم الاستقرار وتطوير التنمية في موريتانيا وجعل موريتانيا قطب استقرار في منطقة الساحل وغرب إفريقيا.